حياة ومعجزات مثلث الرحمات نيافه الانبا مكسيموس مطران القليوبية
كاتب الموضوع
رسالة
magdy_f @ المدير العام
عدد الرسائل : 8097 العمر : 54 العمل/الترفيه : محاسب admin : 3 نقاط : 19239 تاريخ التسجيل : 19/11/2007
موضوع: حياة ومعجزات مثلث الرحمات نيافه الانبا مكسيموس مطران القليوبية السبت 15 نوفمبر 2008, 3:10 pm
الأنبا مكسيموس .. عكاز المؤمنين وفخر الكنيسة متكلم في صمته وصامت في كلامه ويتكلم كمعلم ويصمت الأن كمعلم في الصمت.. اذا جلست معه لاتريد ان تتركه بل كل ما تريده في جلوسك معه ان تراه وتنصت إلي صمته.. كما تنصت إلي كلامه.. معلما في كلاهما»
ثمة خصوصية جمعت ما بين الأستاذ (يوسف موسي) والأنبا مكسيموس المتنيح.. يكفي أن نقول ان الاستاذ (يوسف موسي) ظل مقيما مع نيافته ما يشبه الاقامة الكاملة في الفترة من 1966م إلي منتصف 1968م.. وحتي بعد أن التحق الأستاذ يوسف بوظيفة شاءت الإرادة الإلهية ومحبة الأنبا مكسيموس ان يكون عمله هذا بجوار المطرانية حيث يقيم الأنبا مكسيموس ، كما عبر الأنبا مكسيموس.. ولذلك كله لم يكن غريبا ان نوكل إلي الاستاذ موسي مسئولية تجميع مادة كتابين عن الأنبا مكسيموس المتنيح (عظة صامته) (مصباح منير) ولم يكن غريبا أيضا ان ننصح من قبل الآباء القساوسة هناك وبمباركة من سيدنا الأنبا مكسيموس الحالي بمقابلة الأستاذ (يوسف) ليحدثنا عن الانبا مكسيموس المتنيح.
بدأ الاستاذ يوسف موسي حديثه معنا عن مثلث الرحمات نيافة الانبا مكسيموس مطران القليوبية وقويسنا بقوله.. ان الانبا مكسيموس كان مثالا حيا في امكانية تنفيذ الوصية.. كان مثالا حيا لعمل النعمة مع الانسان الذي يريد تنفيذ وصية الله ومثالا لذلك وصية الاتضاع التي تندرج فيها الانبا مكسيموس الي ان وصل فيها إلي درجة عالية. ومن خلال معاشرتي لنيافته في الفترة من 1966 إلي منتصف 1968 (إقامة كاملة) في كنيسة السيدة العذراء (الموجود بها جسده حاليا) وإلي ان التحقت بوظيفة واخذت أتردد علي نيافته بصورة كبيرة.. ولما بنيت المطرانية الموجودة حاليا كنت نائما في احدي الغرف وفوجئت في الصباح بدق علي الباب فقمت مسرعا لأفتح الباب وإذا بي أجد نيافته يحمل (فوطة) ويقول لي (ياللا أغسل وشك علشان تروح الشغل) فادركت لحظتها أنني لست في حاجة لقراءة مجلدات عن الاتضاع وعن المحبة الأبوية أيضا التي قلما نجدها الآن في الاباء الجسديين.
> كيف استخدم الأنبا مكسيموس المتنيح اتضاعه هذا لاخفاء قداسته ومواهبه؟ هل كان يتعمد ـ مثل كثير من القديسين ـ ان يستهين ويحقر من شأن نفسه مثل أبونا عبدالمسيح الحبشي الذي كان يخفي قداسته هاربا من المديح بقوله (منيش راهب.. أنا حمار!!)..؟
ـ لا لم يكن يقل علي نفسه اي ادعاء لكنه كان يغير الكلام أحيانا ليهرب من المديح كما كان يجمع بين الاتضاع والحزم.
> (عظة صامتة) هو اسم كتابكم الأول عن الأنبا مكسيموس المتنيح.. ما مدلول هذه العبارة القصيرة وهل كان لأنبا مكسيموس المتنيح موهبة الوعظ والتعليم..؟
كان الأنبا مكسيموس يعلم هو راهب (أبونا أنجيلوس المحرقي) في مدرسة الرهبان اللاهوتية بحلوان ولكن بعد الأسقفية لم يلق أية عظة أو يكتب كتبا (لم يكن له أي كتابات أو عظات ولكن ترك بخط يده بعض التأملات وأجبية باللغة القبطية وبعض التأملات في أسرار الكنيسة السبعة).
وعندما دعوناه مرة إلي اجتماع الشباب بكنيسة العذراء وصممنا علي حضوره وقمنا بدعوة الكثيرين وأمتلأ الاجتماع حضر سيدنا ومعه الكتاب المقدس وقال افتحوا انجيل معلمنا متي وابتدأ يقرأ وعندما انتهي من قراءة الجزء الذي حدده قال الانجيل يفسر بعضه وسأل ان كان أحد لديه سؤال وبالفعل لم يكن هناك أحد يحتاج أن يسأل عن شيء وقد كان هذا هو تعليمه (إقرأ الانجيل كتير وكل ما تقرأ أكثر تفهم أكثر) فلم يكن نيافته يتكلم إلي الناس بالقاء العظات بل كان يعتمد علي الارشاد الفردي فقد كان بابه مفتوحا اكثر من 12 ساعة يوميا للجميع كما قال عنه نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية (إحنا بنعمل اجتماع كل اسبوع لكن الأنبا مكسيموس كان بيعمل اجتماع كل يوم) وكان يؤمن أن الصلاة هي التي تعطي ارشادا للانسان لكي يتكلم وقد ذكر لي نيافة الانبا مرقس اسقف شبرا الخيمة ذات مرة أن نيافته كان مدعوا لالقاء عظة في احدي كنائس شبرا الخيمة ولكن احباله الصوتية كانت تؤلمه فقال له نيافة الانبا مكسيموس (إنت مش هاتجهز علشان تروح الاجتماع) فاجابه نيافة الانبا مرقص (أنا ها أعتذر ياسيدنا لان أحبالي الصوتية تعباني شوية) فقال له (لا ما تعتذرش أنا جاي معاك( وبالفعل ذهب الاثنان وجلس نيافة الانبا مكسيموس وابتدأ نيافة الانبا مرقص في الكلام وبعد انتهاء العظة اندهش نيافة الانبا مرقص وقال للانبا مكسيموس (ازاي قدرت أتكلم بالرغم إني كنت تعبان) فقال له نيافة الانبا مكسيموس (أصل أنت لما ابتديت كلام أنا ابتديت أقول أبانا الذي وفضلت أكررها لغاية ما أنت خلصت علشان كده ربنا أعطاك معونة إنك تتكلم). وهكذا كان ينفذ وصية الكتاب المقدس متي صليتم فقولوا أبانا الذي في السماوات...
> لكن كيف يعظ مساعد أسقف في وجود مطران.. بلا شك هذا دليل أكيد علي إتضاع أنبا مكسيموس؟
بالفعل ولم يكن هذا هو الموقف الوحيد بل إنه عندما تنيح نيافة الانبا يوانس أسقف الغربية والذي كان أبا اعترف نيافته وطلب من نيافة الانبا مرقص أن يأخذ اعترافه فحاول الانبا مرقص الاعتذار لكبر عمر الانبا مكسيموس وقامته الروحية ولكن الانبا مكسيموس أصر علي ذلك.
> في حديث لكم مع القمص ابرام الصموئيلي رئيس دير الأنبا توماس السائح بسوهاج في شهر نوفمبر 1994م.. صرح قداسته ان الأنبا مكسيموس جمع بين الانبا ابرام بالعطاء والأنبا كيرلس بالصلاة وطيبة القلب.. كيف لامستم هذه الفضائل في نيافة الأنبا مكسيموس المتنيح..؟
لم يكن الأنبا مكسيموس يمتلك سيارة خاصة وفي يوم أحضر له أحد محبيه هدية سيارة جديدة فقبلها نيافته وفي نفس الوقت حضر شخص محتاج للمال لانه فصل من عمله ولم يكن له مال لينفق علي أولاده فاعطي له الانبا مكسيموس مفاتيح السيارة الجديدة وقال له (خذ بعها واتصرف بتمنها) فتعجب الشخص الذي أهدي السيارة لنيافته فرد عليه نيافته (أنت أدتني هدية وانا قبلتها وأنا حر أعمل فيها أي حاجة) وهكذا تكرر ما رأيناه في الانبا إبرام أسقف الفيوم والجيزة لان الله لايترك نفسه بلا شاهد في كل عصر.. وهناك موقف آخر يربط بين نيافة الانبا مكسيموس ونيافة الأنبا ابرام أن سيدة جاءته في يوم تشكي له أنها تريد تزويج ابنتها وليس لها مال تشتري لها حجرة صالون وفي هذا الوقت كانت هناك حجرة صالون جديدة اهديت لنيافته لفرش المطرانية فأمر الخادم ان يعطي الصالون لها فتردد الخادم وقال لسيدنا (انه جديد وجاي للمطرانية) فانتهره سيدنا وقال له أن يذهب ليعطي لها الصالون.. وهكذا لم يكن يبخل علي أي أحد يسأله بل كان يعض حتي لو كان آخر شيء لديه وكان يؤمن ان الله يدبر كل شيء في وقت الحاجة لدرجة أنه ذات يوم كان أحد الشباب سهران مع نيافته فرأي نيافته أنه وكأنه ينتظر شيئا فسأله عن سبب سرحانه فقال له سيدنا (ربنا هايبعت) وكرر الكلام أكثر من مرة وبينما هما منتظران جاء أحد الاشخاص وأعطي لنيافته ظرفا ففتحه ووجد به عشر جنيهات وللحال ابتسم وقال لهذا الاخ (مش قلت لك ربنا هايدبر يالا روح هات لنا حاجة نتعشي بيها!!) فلم يكن في المطرانية ولا جنيه علشان يتعشي بيه سيدنا وضيوفه فكم هو نسك هذا القديس وعدم اهتمامه بكنز المال وكم هو ايمانه بوعد الله الذي يدبر للطيور طعامها.
كان يهتم باحتياجات أخوة الرب وكان له خدمات خفية كثيرة لم تعرف الا بعد نياحته منها انه كان هناك أسرة كاهن متنيح في الصعيد فكان نيافته يرسل لهم بعض المال كل شهر لمساعدتهم علي الحياة وهكذا لم يكن ينظر إلي المحتاج هل هو في نطاق خدمته أم لا بل كان يعلمنا هكذا أن نخدم أي انسان يضعه الله في طريقنا بهذا لم تكن لديه المركزية في الخدمة وهذا ما أكده لنا نيافة الانبا مكسيموس أسقف بنها الحالي ـ أطال الله في عمره ـ ان لم نرفض مساعدة أي أحد نقابله.
> الحوادث الطائفية ومشاكل بناء الكنائس هي سمة عصرنا هذا للأسف ونحن اذ نحاول أن نتمثل بسيرة هذا القديس المتنيح يعنينا كثيرا ان نعرف كيف كان يواجه مشاكل بناء الكنائس والحوادث الطائفية..؟ كان حكيما جدا فمثلا في حادثة الخانكة أطاع البابا وذهب مع الاباء وصلوا هناك ثم جاء له مدير الأمن وطلب منه أن يذهب معه إلي الخانكة فقال له نيافته (ياسلام طبعا آجي معاك ده أنت الملاك الحارس بتاع المحافظة) وبالفعل ذهب معه وكان هدفه أن تفتح الكنيسة ويصلي بها قداس لاهمية القداس لحل المشاكل وهكذا كان هاديء الطبع حلو اللسان يسعي لحل المشاكل في منتهي الهدوء.
حادث آخر في عزبة النخل أن نيافته صلي في أحد البيوت هناك فاستدعوه في أمن الدولة ليحققوا معه فلما عرف نيافة الانبا مرقس اتصل بالمسئولين وكان هناك غضب من المسئولين بمحافظة القليوبية لاستدعاء شخصية كبيرة مثل أنبا مكسيموس فلما عاد اعتذروا له فقال لنيافة االنبا مرقص (إحنا كسبنا هما خدوني علشان يسألوني وانا قلتلهم انا كنت بصلي وأنا راهب ولازم أصلي في أي مكان موجود فيه والناس لاقوني بأصلي فجم يصلوا معايا) وبالفعل إعترفوا بالمكان من هذا الوقت وتحولت من شقة إلي كنيسة كبيرة
> بعد ان لمس البابا كيرلس فضائل الأنبا مكسيموس ومحبته العظيمة للكنيسة وبعد ان خدم معه بأمانة تامة أمينا لمكتبة الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية أوكل إليه خدمة الجالية القبطية بالكويت ومعه وقتئذ نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس (ليعمل معه شماسا)
هل ثمة أخبار عن تلك الفترة..؟
بدايا يعتبر الأنبا مكسيموس المتنيح هو أول كارز للكنيسة القبطية الأرثوذكسية خارج مصر وتحديدا في الكويت ويكفي ان نقول ان الأنبا مكسيموس ارسي بمحبته الكبيرة ووداعته واتضاعه الكنيسة هناك لدرجة أن أصبحت فيها علاقة قوية ومحبة بينه وبين العائلة المالكة في الكويت وكان يجلس ليأكل معهم.
> نسمع كثيرا عن اهتمام نيافة الأنبا مكسيموس وتقديره للأسرار الكنسية السبعة؟
كان اهتمام نيافته الشديد بصلاة القداس وأهمية الذبيحة التي مجرد وجودها تحل كل المشاكل . سر آخر وهو سر الاعتراف كنا في كنيسة ماريوحنا الحبيب ببنها وكنا نجلس في حجرة المتنيح أبونا بيشوي وكان سيدنا جالسا علي مكتب أبونا فقال هو ده مكان مين فأجاب ابن أبونا بيشوي ده المكان اللي أبونا بياخد فيه الاعترافات فقال سيدنا ياسلام احنا دلوقتي هاناخد بركة كام حل قرارها ابونا في المكان ده وعن تقديسه لسر الزيجة كان نيافته يؤمن تماما ان الزوجين بعد الاكليل يصيران شخصا واحدا ففي إحدي المرات ذهبت إليه زوجتي لاخذ مشورة نيافته في موضوع فاعطي لها كتابا مقدسا وكتب عليه اسمي واسمها وتحتهم (ليباركه الرب) فلما تأملنا الكلمة تيقنا من ايمان سيدنا بان الزوجين واحد وما استمده من الكتاب المقدس ان المرأة مقدسة في الرجل.
أما عن الكتاب المقدس كنا نجلس حوله وعندما نسأله عن شيء يقول الكتاب قال اية وناخد الاية اللي قبلها واللي بعدها لئلا نخطيء في التفسير وكنا عندما نجلس إليه يقرأ كل واحد اصحاحا علي عدد الموجودين بالتناوب.
وعن القديسين فشفيعته الاولي العذراء مريم ومارمينا وابوسيفين وايضا كان له علاقة قوية بالشهيد الطفل آبانوب لذلك بني نيافة الانبا مكسيموس أسقف بنها المطرانية علي اسمه ويقال أن القديس ابانوب كان يأتية ليساعده علي القيام وهو مريض كما ان سيدنا هو الذي فك حرمان القديس من الظهور وقاله انت حر ثلاث مرات وعاد بالفعل للظهور.
> من المعروف عن ابينا الطوباوي الأنبا مكسيموس.. عشقه للغة القبطية ولا أدل علي ذلك اكثر مما روي الأنبا ديمتريوس اسقف ملوي اذ قال عن الأنبا مكسيموس المتنيح «كان يشجعني للحديث معه باللغة القبطية ويقول لنتكلم قبطيا لكي يغيروا منا ويتعلموا ويتكلموا معنا «حدثنا عن مدي ارتباطه باللغة القبطية.
كان الأنبا مكسيموس عالم متبحر في اللغة القبطية وكان يتقنها تماما (بالاضافة للغات أخري عديدة) فقد كان مرتبطا بها ويصلي معظم القداس بها لدرجة أنه ذات مرة أخذ يعلمني قراءتها عن طريق قراءة الابصلمودية اي ان قرأت صفحات عديدة وبالرغم من ذلك في أحد المرات في دير مارمينا كانت تحضر معه زوجة المتنيح ابونا بيشوي القداس وفوجئت انه يصلي القداس كله عربي وفي نهاية القداس قال لها انا صليت عربي علشانك وكانت هي في بداية القداس تطلب في داخلها أن يصلي سيدنا بالعربي لانها تحتاج لتعزية.
> هل لك أن تحكي لنا عن مواقف شخصية مع الأنبا مكسيموس؟
في إحدي المرات فكرت في السفر لاعمل في الكويت مع أخي فسالته هل أقدم أوراقي فقال وماله قدم وصلي علي الورق وقدمته وبينما أنا منتظر الرد نادي لي مرة في القداس (مع العلم انه لم يكن يتكلم مع أحد اثناء القداس) وقال ما تمشيش بعد القداس عايزك ففوجئت به يقول لي (ما تخليك معانا أحسن بلاش حكاية الكويت دية الخدمة محتاجة) وبالفعل رفض الطلب بعدها وعلمت ان سيدنا كان يعدني نفسيا لكن لم يقلها مباشرة. ومرة أخري كنت قدمت أوراقي في بنك القاهرة وجاءت هزيمة1967 وأغلق باب التقديم فقدمت في شركة مصر للتأمين وفوجئت بسيدنا بيقول (اية رأيك لو تشتغل جنبنا» ـ فرع بنك مصر المجاور للمطرانية» فقلتله (ياسلام ياسيدنا حد يطول يشتغل في البنك) فقال لي (علشان نبقي نبص علي بعض) المفاجأة أنه جاء تعييني في فرع مصر للتأمين الذي يعلو بنك مصر مباشرة وبالفعل أصبح عملي بجوار المطرانية.
وفي إحدي المرات وأنا كما اعتدت أن أحكي له مشاكلي حدثت مشكلة بين رئيسي وزميلي وكنا اثنين فقط في فرع بنها فقال لي رئيسي (انت تمسك الخزنة فقلت له لا فلما حكيت لسيدنا قالي (وتقول لأ ليه) وبعدين قال (نصلي والصبح أقولك تقول ايه) والصبح قال (تروح لرئيسك وتقوله أنا ما كنتش أعرف أن في أية عندنا في الانجيل بتقول أطيعوا رؤسائكم) وبالفعل لما ذهبت سألني رئيسي (هاتمسك الخزنة) فقلتله (حاضر) فتعجب فقلت كما قال لي سيدنا فقال لي (طيب روح) وبالفعل لم يعطني الخزنة ولما رجعت استقبلني سيدنا بابتسامة وقال (مش قلتلك تقول حاضر).
كان كل شيء عنده له هدف ولايوجد شيء اعتباطا فكان عندما يقول كلمة بهدف أو عندما يصمت يكون ايضا بهدف فكنت أحيانا أريد الانصراف فيقول لي إستني شويه وللاخايف من الحكومة ـ يقصد المدام ـ وكنت اثناء ذلك أنه كان يقصد شيء معين من جلوسي ففي إحدي المرات دق جرس التليفون فطلب مني أن أرد علي غير العادة فكان المتصل شخص كنا علي خلاف بسبب أمور معينة ثم إنقطع الحديث بيننا فعلمت ان نيافته كان يريد أن يعود الحوار بيننا دون أن يشعرني بذلك وكانت هذه هي طريقته الهادئة في حل المشاكل.
وفي مرة أخري كنا نحتاج موافقة سيدنا في شيء فذهبت مع زوجتي إلي المزار لأخذ موافقته علي شراء شقة كنا نحتاج موافقة سيدنا في شيء فذهبت مع زوجتي إلي المزار لاخذ موافقته علي شراء شقة وكانت هناك مجموعة بتعمل تمجيد فاشتمينا رائحة حنوط قوية ففي المساء اتصلت بأحد هذه المجموعة وقلتله اللي حصل فقال لي هنيا لك ياسيدي دي علامة انبا مكسيموس نفس الموقف ده حصل قبل كده ان اللي كانت محتاجة رأي سيدنا فيه شيء هي التي اشتمت الحنوط وكانت علامة من سيدنا بالموافقة وبالفعل قمت بشراء الشقة واعتبرتها شقة سيدنا إلي الآن.
كنت أشعر ان الله يرشدني وكأني سمعت الحل من سيدنا نفسه وحتي بعد نياحته عندما كنت أحتاجه أشعر أنه بجواري وفي احدي المرات حدثت مشكلة في البيت وقالت لي زوجتي لو كان سيدنا موجودا كان بكلمة واحدة حل المشكلة ديه فقلت لها هو سامعنا دلوقتي ونمنا ولما نمت حلمت به يقول لي أنا معاكم أهو هو أنا سبتكم وأرشدني لماذا أفعل لحل المشكلة.
> (عكاز الكنيسة) هذا هو المصطلح الذي اطلقه قداسة البابا علي الأنبا مكسيموس موضحا ان الكنيسة تعتمد علي بركة هذا الرجل كما يعتمد الانسان علي عكازه.. ماذا عن علاقة قداسة الباب شنودة الثالث بالأنبا مكسيموس..؟
سافر قداسة البابا شنودة الثالث مرة إلي الحبشة فاصطحب معه الانبا مكسيموس لان الاحباش يعرفونه وهو يعرف اللغة الحبشية (الأمهرية) فكانوا ينتقلون داخل الحبشة بطائرة داخلية ففوجيء قداسته أن الطائرة بها خلل فقال سيدنا البابا (لما أقعد جنب الراجل البركة ده علشان نوصل بسلام) وفي أحد المرات كنت مع نيافته في القاهرة وكان في وجود قداسة البابا فكانا يتمشيان وأنا معهم فوضع قداسة البابا يده علي كتف سيدنا وكأنه يحتضنه وقاله (إزيك يا أنبا مكسيموس).
> كيف كان يتعامل الأنبا مكسيموس المتنيح مع المشاكل داخل الكنيسة..؟
حدث خلاف مرة في بعض الامور الادارية بين البابا كيرلس السادس والانبا شنودة أسقف التعليم فذهب الانبا مكسيموس إلي البابا كيرلس وقاله تسمح لي ياسيدنا أنبا شنودة ييجي يعلم عندي لاني مابعرفش أوعظ فسمح له البابا كيرلس للمحبة الكبيرة التي في قلب قداسته للانبا مكسيموس وبالفعل كان المكان الذي يعلم فيه الانبا شنودة هو مؤتمر خدام وجه بحري وخرجت كتب لقداسة البابا منه مثل (الخلاص في المفهوم الارثوذكسي) فبذلك قد أزال فكر الخلاف.
> يروي البعض ان الأنبا مكسيموس المتنيح من الآباء
السواح ما حقيقية هذا الأمر..؟
كان البعض يقولون أننا طرقنا عليه باب القلاية ولم نجده ثم بعد ذلك يفتح لنا لكن في رأي أن قداسة أنبا مكسيموس لاتنحصر في هذه النقطة فقط ولكن القصة التي استطيع أن أذكرها في هذا الموقف هو أنني قرأت قصة عن المتنيح الانبا مكاريوس أنه هو وأنبا مكسيموس كانا يصليان مع الاباء السواح في كنيسة أتريب الاثرية التي لم يعرف مكانها حتي اليوم فأنا لا أستطيع أن أجزم انه من الاباء السواح وهذا لايقلل من شأنه لان السائح يحيا حياة خاصة مع الله بعيدا عن الناس ولكن أنبا مكسيموس كانت حياته وسط أولاده كمنارة فكنا نتعلم كثيرا من وجودنا معه.
يذكر في هذا الصدد.. ان الأنبا مكسيموس تنبأ ان بابا روما وبابا الاسكندرية سيصلون معا في كنيسة اتريب والروح القدس سيظهر مثل حمامة علي رأس بابا الاسكندرية.. وقال أيضا ان البابا كيرلس السادس صرح ان الله هو الذي سيظهرها.. وقال كذلك ان التليفزيون اراد ان يبني محطة تقوية في اتريب ولكن الاجهزة اشارت ان علي بعد 20 م توجد مباني اثرية ويبدو كذلك انه كان يعلم ان الكنيسة لن تكتشف في عهده اذ قال لاحدي السيدات «تبقوا تصلوا فيها انتم»..
حياة ومعجزات مثلث الرحمات نيافه الانبا مكسيموس مطران القليوبية