كتاب حاربى كإمرأة القوة الكامنة فى كونك إمرأة - ليزا بيفيير
كتابنا هذا للكاتبة ليزا بيفير التي تقود مع زوجها مؤسسة "خدمة العالم" لخدمة الشباب والخدمة في السجون والكرازة بالكلمة، وتصل صفحات الكتاب إلى 232 صفحة معظمها يحتوي على سرد لاختباراتها في الخدمة. ومن خلال هذه الاختبارات تناشد المرأة أن تتمسّك بالاختلافات بين الجنسين بدلاً من أن تحاول إزالتها وتدعوها إلى أن تبتهج بالصورة التي خلقها الله عليها, فأنوثتها أعظم قوة عيّنها الله لها لتترك بصمتها الفريدة التي ينشدها المجتمع والعالم والكنيسة.لم تخلق المرأة في البداية للمعارك بل للحياة والرعاية والعلاقات، لكن مع دخول الخطية للعالم تهيأ المشهد للصراع مع قول الرب للحية: "وأضع عداوة بينك وبين المرأة". تك15:3 إلا أنّ الله أراد للإنسان العتق من سبي العدوّ ليضعنا في مواقع لها القدرة على تحدّي مناطق العبودية في حياتنا لتستردّ المرأة من الحية كلّ شيء وتسحق رأسها مستخدمة سيف الكلمة لاسترداد ما فُقد، ولتتحرر من الأكفان الأرضية الخاصة بالخوف والحيرة المبنية على النوع، فتبدأ المحاربة لأجل الحق والكرامة إذ حان الوقت لكي نستردّ من الحية كلّ شيء ونرتدي الكعوب العالية ونسحق رأسها.
النوع وحده لا يؤهل الرجل للقيادة, كما أنّ النوع وحده لا يؤهّل المرأة وفقاً للكتاب المقدس, فإنّ الرجل إذا لم يكن قوياً في الفضيلة فهو يحرم نفسه من الأهلية بغضّ النظر عن نوعه. تماماً كما أنّ النساء اللواتي كنّ فاضلات في التاريخ قد تخطَّين محدوديات النوع والمعروفة، ويحدد العهد الجديد هذه الصفات القيادية كما جاء في تيموثاوس الأولى 2:3و4 في وصفه لسمات الأسقف التي حدّدت أنّ الأفضلية للرجل الوفي لزوجته, وهذه أول صفة في القائمة الطويلة أن يكون حليماً اي لطيفاً وهي صفة تتّسم بها المرأة، وهذا يؤكد أنّ هناك تزاوجاً بين نقاط القوة في الجانبين، وكلّ منها له موقع استراتيجيّ ومكانة يعمل بموجبها من خلال مواهبه وقيمته الفريدة فهما متشابهان لكن ليسا متماثلين.
من خلال العيون التي أعتمها السقوط قد نصارع مع أدوار الرجال على أنها أهدافنا أو مصدر قوّتنا، وإذا كنا مثلهم فنحن قويات وإذا اختلفنا عنهم فنحن ضعيفات وهنا نهمل قوتنا كنساء وما قصده الله لنا, فالنصرة لاتكون دائماً للأقوى بدنياً فالأعداء كثيراً ما ينكسرون أمام تأثير الحكمة فاللسان الليّن يكسر العظم (أم 15:25), والجواب الليّن يصرف الغضب (أم1:15).
وقد قدّم لنا الكتاب المقدس شخصية مفتاحية لا تحجب نفسها أمام تهديدات العدو أو ترتعد في مواجهة الموت، عندما أدركت أستير أنّ جمالها وموقعها الملكيّ كانا لأجل غرض أعظم من مجرد تحقيق الذات.
إننا في مواقعنا فعلياً لوقت مثل هذا ولم يكن بمقدورنا أن نظلّ صامتات بينما نرى التهديدات والظلم، فكان دورها المحكم أكثر قوة من سلطة الملك.
إنّ الإشارة إلى أنّ المرأة مجد الرجل كما جاء في 1كو7:11 بمنزلة أكثر من إعلان عن القيمة فهي تعكس دورنا العاكس الفريد، فكما يعكس الرجل القوة فإنّ المرأة تعكس الجمال بصوره الكثيرة التي تعني الرفعة من خلال نسب القيمة والكرامة لها. يجب أن ننظر إلى كلمة الله في ضوء الفداء والاسترداد بدلاً من أن ننظر إليها من خلال تشويه السقوط وتدميره .. فالمجد يعني العظمة والروعة والجمال وتمثّل النساء بدقة هذا الانعكاس في مفهوم العلاقة بين الذكر والأنثى.
لم يقُلِ الكتاب المقدس مطلقاً إنه ليس جيداً أن تكون المرأة وحدها بل قال: ليس جيداً أن يكون الرجل وحده. لقد كانت حواء هي معينة والإنسانة التي عوّضت كلّ ما كان ينقصه .. إذن إيّاكِ أيتها المرأة أن تشكّي في قيمة وأهمية دورك.
فقال له الرب: ما هذه في يدك؟ فقال: عصا خر2:4..لا شكّ إنّ موسى لم يتصوّر أنّ عصاه ستكون شيئاً غير عادي, لكن.. كلّ شيء في أيدينا عاديّ جداً حتى يبدأ الله في مسح إمكانياتنا وذواتنا, ورأينا الاستخدامات العظيمة بعصا موسى ...وهناك أمثلة كثيرة من الكتاب: فقد كان سلاح أبيجايل وليمة تهدّئ غضب رجال داود الذين كانوا ينوون قتل زوجها، وكان سلاح شمشون لحي حمار قتل بها ألف رجل، وسلاح صموئيل دهن المسحة ليعلن أنّ الصبي الراعي ملك, أما داود فكان سلاحه مقلاعاً وبعض الحجارة قتلت عملاقاً، وبطل معجزة إشباع الجموع فكان سلاحه خمس خبزات وسمكتين. أما المرأة المنكسرة فكان سلاحها للتعبير عن حبها زجاجة طيب ناردين كثير الثمن دهنت به يسوع.
إذن، لماذا ننشغل دائماً بالبحث عما هو غير طبيعي بينما يطلب الله ببساطة ما في أيدينا؟ تذكّري أنّ الشيء العاديّ يصير عظيماً عندما يمسحه الله.. قدّمي ما وضعه الله في يدك.
اطلبي من الرب أن تكوني امرأة يراقبها العالم وينتظرها، وأطلقي في عالمك الحكمة والحقّ لتكوني المرأة التي تحارب بحكمة وقوة وكرامة، وافرحي بدورك المميز الذي وهبك الرب إياه.
http://www.4shared.com/office/ob1xT_e_ba/_______-__.html