القاء القبض على يسوع ...
=========
قبل حوالي الألفي عام وفي عهد الحاكم الروماني بيلاطس البنطي، التأمت المحكمة اليهودية العليا، السنهدريم
ممثلة بأبرز قادة اليهود، وبالإجماع حكمت على الفادي يسوع المسيح بالموت صلباً.
ولكن، من الذي سلم المسيح المخلص ، وكيف تم إلقاء القبض عليه، وكيف كانت مجريات المحاكمة
وما هي مراحل محاكمة السيد المسيح، وقبل هذا وذاك ماهي الدوافع الحقيقية لمحاكمته؟.
قبل القاء القبض على يسوع كان يسوع والتلاميذ في بستان الزيتون
وهو المكان الذي كان يتردد يسوع عليه كثيرًا،[يوحنا 2/18]
ثم اصطحب معه الحلقة الداخلية من التلاميذ وهم بطرس ويوحنا ويعقوب ابني زبدي ولاحقًا انفرد عنهم للصلاة
وتتفق الأناجيل الإزائية أن حالة يسوع حينها كان يشوبها الخوف والرهبة وأنه خلال الصلاة
قد طلب من الآب أن يبعد عنه ما سيلاقيه لكنه أدرف:
لتكن مشيئتك لا مشيئتي [لوقا 42/22].
ويضيف إنجيل لوقا تفصيلاً آخر بأن ملاكاً من السماء قد ظهر يشدده
بينما صارت قطرات عرقه كقطرات الدم [لوقا 44/22].
وبعد صلاته عاد إلى التلاميذ فوجدهم نائمين لأن النعاس أثقل عيونهم
[مرقس 40/14]
لكنه قال لهم: أقبلت الساعة
ها إن ابن الانسان يسلّم إلى أيدي الخاطئين
قوموا لنذهب فقد اقترب الذي يسلمني[مرقس 42/14].
وللحال كما تتفق الأناجيل الإزائية تقدم يهوذا الاسخريوطي يرافقه فرقة من الجند الرومان
وهم في الغالب يقيمون منفصلين عن اليهود في محميات خاصة خارج المدن
فلم يكونوا على اختلاط بيسوع وربما استقدموا في إطار حفظ الأمن خلال عيد الفصح لا غير
وقد اتفق مسلموه مع الجند ويهوذا، أن الذي يقبله هو يسوع
فبعد أن قبله قال له يسوع: "يا يهوذا أبقبلة تسلّم ابن الإنسان" [لوقا 48/22].
لا يذكر إنجيل يوحنا شيئًا عن قبلة يهوذا
لكنه يضع التسليم في إطار لاهوتي، فعندما سأل يسوع الجند من تريدون وأجابوه أنهم يريدون يسوع الناصري
قال لهم "أنا هو"، وهو العبارة التقليدية في الديانة اليهودية للإشارة إلى الله
فتراجع الجنود بقوة خارجية وسقطوا على الأرض، لكنهم قبضوا عليه بعد ذلك
وبحسب العقائد المسيحية واتفاق الأناجيل الأربعة، فهو من سمح لهم بالقبض عليه.
حاول التلاميذ إبداء المقاومة، وقام بطرس بضرب عبد رئيس الكهنة المدعو ملخس فقطع أذنه
لكن يسوع رفض استخدام القوّة وقال:
"ردّ سيفك إلى غمده!، فإن الذين يلجأون إلى السيف بالسيف يهلكون.
أم تظنّ أني لا أقدر أن أطلب من أبي فيرسل لي اثني عشر جيشًا من الملائكة؟
ولكن كيف يتم الكتاب حيث يقول إن ما يحدث الآن لا بدّ أن يحدث" [متى 52/26-54]
. وقام بإعادة أذن ملخس إلى مكانها
ثم وجه كلامه للجند ومرافقيهم: "أكما على لص خرجتم بالسيوف والعصي لتقبضوا علي؟
كنت كل يوم بينكم أعلم في الهيكل
ولم تقبضوا علي ولكن قد حدث هذا كله لتتم كلمات الأنبياء" [متى 55/26].
أما التلاميذ فقد هربوا بعد ذلك جميعًا [متى 56/26]
وتركوه وحيدًا وينقل إنجيل مرقس أن الجند حالوا اعتقال بعض التلاميذ لكنهم فشلوا
[مرقس 51/14].