رتبة القنديل يوم أربعاء الآلام
=========
صلاة الشفاء
****
هذه الرُّتبة هي لتبريك الزّيت الخاصّ بمسحة المرضى. وكان عندما تقع حالة مَرَض في الرَّعِيَّة، ما على الكاهن إلاَّ أن يستدعي سبعة كهنة، وإذا تعَذَّرَ ذلِكَ فثلاثة، ليحتفلوا إلى جانب المريض برتبة القنديل وينضحوه بالزَّيت المُقَدَّس، فيكون هذا الإحتفال لتعزِيَتِهِ في محنته، وطَلَبًا لِشِفائِهِ من مَرَضِهِ. ولم تسمح الكنيسة للكاهن بأن يحتفل وحده بهذه الرّتبة إلاَّ يوم أربعاء الآلام،
وقد عُرِفَ هذا اليَوم أيضًا بإسم "أربعاء أيّوب". اليَوم لم يعد تكريس الزّيت إلى جانب المريض ضرورِيًّا لأنَّ زيت المسحة يُكَرِّسهُ السيّد البطريرك ويوزّعه على الكهنة، فيدهنوا به الذين هم بحاجة لمسحة المرضى. أمَّا رتبة القنديل، فأبقت عليها الكنيسة، لينال المؤمنون الدّهن بزيت المرضى أقلّه مرّة في السّنة. في السَّابق+
، كانت الرّتبة مؤلّفة من سبع "قَومات" (القَومة تشتمل على: مزمور، حساية، مزمور قراءات، قراءة من العهد القديم، وأخرَى من الرّسائل، وأخرى من الإنجيل، وصلاة ختام) وفي نهاية كُلّ قَومة تُشعَل فتيلة من فتائل القنديل السّبعة. أمَّا اليَوم فاختُصِرَت القَومات لأنَّها كانت تأخذ وقتًا طويلاً، لتصبح قومة واحدة، تليها سبع طلبات في نِهاية كُل منها تُشعَل فَتيلة من القنديل. فما هي عناصر هذه الرّتبة ورموزها؟
- القنديل: هو مؤلّف من عجينة مصنوعة من طحين الذّرة، أي عجينة جافّة، وقليلة التّماسُك، تخترقها سَبعُ فتائل وتطوف على كميّة من الزّيت. فترمز العجينة إلى جسد أيّوب المريض، والزّيت الذي تطوف عليه العجينة يرمز إلى بحر المراحم التي هي من الله، والفتائل السّبع ترمز إلى عطايا الرّوح التي تُساعد المرض المُتَألِّم على احتمال مرضه وانتظار عمل الله فيه برجاء: الحكمة، الفهم، المشورة، القوّة، العلم، التّقوى، الحقّ.
- إشعال الفتائل: كما أنّ الرّوح ينزل كالنّار الآكلة ويُحَوِّل ويُبَدِّل داخل الإنسان، كذلك يَتلو الكاهن طلبة، فيأتي أحد المُؤمنون ويُشعل فتيلة. وعندما تنتهي الطِّلبات وَتُشعَل الفتائل السَّبعة، يَستدعي الكاهن الرّوح القُدُس على الزّيت.
- وضع اليد والدّهن بالزّيت: بعدها يأخذ الكاهن من الزّيت الذي تحت القنديل، ويضع فيه إبهامه، ويتقدّم المُؤمِنون فيضع الكاهن يده على رأس كُلّ مؤمن ويدهن بإبهامه جبهته بالزّيت، ويقول للمؤمن أنَّ ذلك لِصِحَّةِ نَفسِهِ وَجَسَدِهِ.
هذه الرُّتبة تنتهي كلمة رَحمة من الرِّبّ الإله على لسان الكاهن:
"لِغُفرانِ ذُنوبِكَ وَتَركِ خَطاياك وَصِحَّةِ جَسَدِكَ وَنَفْسِكَ".
فما هو الأساس الكتبي لهذه الكلمات المُعَزِّيَة؟