من تعاليم القديس الأنبا انطونيوس
*******************
قال: «إنّ أولَ كلِّ شيءٍ هو أن تصلي بلا مللٍ، واشكر اللهَ على كلِّ ما يأتي عليك.
وإذا قُمتَ باكراً كلَّ يومٍ اسأل عن المرضى الذين عندك.
لا تتحدث مع صبيٍ ولا تعاشره بالجملةِ ولا ترهبنه بسرعةٍ
ولا ترقد على حصيرةٍ واحدةٍ مع من هو أصغر منك
ولا تخالط علمانياً بالجملةِ
ولا تقترب إليك امرأةٌ ولا تَدَعها تدخلُ عندك، فالغَضَبُ يمشي خلفها
ولا تَعُدْ تفتقد أهلَك الجَسَدَانيين.
ولا تُعطِ لهم وجهَك لينظروك.
لا تُبقِ لك أكثرَ من حاجتِك، ولا تدفع أكثرَ من طاقتِك. وصدقتُك أعطِها لفقراءِ دَيرِك.
وإذا حدثتْ عثرةٌ بسببِ شابٍ لم يلبس الإسكيمَ فلا تُرهبنه بل أخرجه من الديرِ بسرعةٍ».
حدث أنه لما دخل القديسُ البريةَ الداخلية، أن الشياطينَ نظرت إليه منزعجةً.
فاجتمعتْ عليه وقالت له:
«يا صبيَ العمرِ والعقلِ، كيف تجاسرتَ ودخلتَ بلادَنا، لأننا ما رأينا بشراً آدمياً سواك».
وابتدَءوا يجاهدونه كلُّهم.
فقال لهم: «يا أقوياءُ، ماذا تريدون مني أنا الضعيفُ المسكينُ.
وما هو مقداري حتى تجمَّعتم كلُّكم عليَّ.
أَلاَ تعلمونَ أني ترابٌ ووسخٌ وكلا شيءٍ، وضعيفٌ عن قتالِ أحدِ أصاغِرِكم».
وكان يُلقي بذاتِهِ على الأرضِ ويصرخُ ويقول:
«يا ربُّ أعني وقَوِّ ضعفي. ارحمني يا ربُّ فإني التجأتُ إليك.
يا ربُّ لا تتخلَّ عني ولا يَقوَى عليَّ هؤلاء الذين يحسبون أني شيءٌ.
يا ربُّ أنت تَعلَمُ أني ضعيفٌ عن مقاومةِ أحدِ أصاغر هؤلاء».
فكانت الشياطينُ إذا سمعتْ هذه الصلاةَ المملوءةَ حياةً واتضاعاً تهربُ منه ولا تقدرُ على الدنوِّ منه.