عدد الرسائل : 8097 العمر : 54 العمل/الترفيه : محاسب admin : 3 نقاط : 19239 تاريخ التسجيل : 19/11/2007
موضوع: قصة الابواب المغلقة الجمعة 11 مارس 2016, 9:32 pm
قصة الابواب المغلقة
معلومة هامة : إن كلمة ( لا تخف ) ذكرت في الكتاب المقدس حوالي 365 مرة ، وهذا يدل أن الله يقول لك في كل يوم من أيام السنة ( لاتخف لأني معك )
1984 م شاب يافع أنا ، أدرس بكلية التجارة ، في الفرقة الثانية ، أبي يمتلك شركة صغيرة للاستيراد والتصدير ، رغم صغر الشركة لكنها تدر علينا أرباحا تكفينا لنعيش حياة هانئة سعيدة ، أمي ربة منزل نجحت في تربيتي أنا وأختي مارتينا التربية المسيحية الأرثوذكسية السليمة ، فأنا أخدم باجتماع الشباب في كنيستنا وأختي التي مازالت في المرحلة الثانوية تتوقع لها أمي أن تصبح أمينة خدمة وليست خادمة فقط. كنت أرى المستقبل يبتسم لي ، فبعد سنتين سأتخرج من الكلية ، أساعد أبي في إدارة الشركة ، وحينما تستقر ظروفي المالية سأرتبط بشريكة حياتي وأنجب أطفالا يقرون العين ، كانت هذه الصورة الوردية للمستقبل كثيرا ما تداعب مخيلتي. 1985 م مات أبي ، هكذا دون أي مقدمات ، فذات ليلة شعر بالألم العاصر المميز للذبحة الصدرية ، اتصلنا بالطبيب ، لكنه وصل بعد فوات الأوان بكل الأسف ، كانت الطامة الكبرى ، حدث انهيار في عائلتي الصغيرة ، سقطت أمي بعد سماع الخبر مصابة بشلل هيستيري ، انهارت مارتينا ، أما أنا فكاد الحزن أن يمزق نياط قلبي ، كانت الأسئلة تجلد عقلي جلدا ، كيف سنعيش بدونه ؟ ماذا سنفعل ؟ كيف سأرعى أمي ومارتينا بعد رحيل أبي ؟ ذات ليلة ، بعد مرور شهر على الوفاة ، وقد بلغ بي القنوط أشده ، شعرت أن كل الأبواب موصدة أمامي ، فأمي مازالت كما هي تجلس على الكرسي المتحرك صامتة حزينة ، مارتينا لا تريد الذهاب للمدرسة ، الشركة الصغيرة لا تجد من يديرها ، أنا مازلت صغيرا عاجزا على فهم تلك الأمور المالية التي تحتاج ليس فقط لمن يعرفها ولكنها تحتاج لخبير عرك الحياة ويفهم خبايا الحياة الإقتصادية ، امتحان منتصف العام لم يتبق عليه سوى أسبوع ، فعلا الأبواب أغلقت في وجهي ، لايوجد ملجأ أو مفر. لم أجد أمامي إلا اللجوء إلي الله ، فحينما يكون الإنسان في تجربة أو مشكلة أو مأزق ، يتذكر إلهه ، لهذا جلست لأقرأ في الإنجيل والدموع تلتمع في عيني ، حينما صادفتني تلك الآية ” ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم ” ( يو 20 :19 ) ، شعرت إنها رسالة من الله ، فهو يستطيع اختراق الأبواب المغلقة. 1994 م ( يسرني دعوتكم لحضور حفل زفاف د. مارتينا على د. مينا في كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس في تمام الساعة السابعة مساءا والعاقبة عندكم في المسرات ) من المؤكد أنكم تريدون تفسيرا لما حدث في التسع سنوات الماضية ، التفسير يكمن في جملتين ، يد الله التي لا تتركنا أبدا ، الإيمان بأن معونة الله تحيط بنا ، فبعدما قرأت ذلك الإصحاح ، عاد الأمل ينتشر بداخلي ، تمسكت بوعود المسيح ذهبت لأمي ولمارتينا وقرأت لهما نفس الإصحاح ، اتفقنا أنا ومارتينا على أن نبذل قصارى جهدنا للنجاح ، تفوقت هي دخلت كلية الطب وتخرجت منها ، ثم تقدم لها د. مينا المعيد بنفس الكلية ، أمي استطاعت أن تبدأ في التحرك ، لا سيما أن الشلل الهيستيري يزول بانتهاء السبب ، أما أنا فبذلت جهدا مضاعفا للتوفيق ما بين الدراسة ومباشرة أمور الشركة طلبت من صديق عزيز لأبي أن يتولى إدارة الشركة ريثما أنتهي من دراستي ، ساعدني على قدر إستطاعته ، صحيح لم يحالف شركتنا دائما نجاحا مستمرا ، لكنها ابتدأت تلتقط انفاسها وتدر علينا أرباحا ساعدتنا في تجهيز مارتينا. مهما تكن الأبواب مغلقة ، ثق إن الله قادر على اختراق تلك الأبواب ، تأكد إنك ستجد الملجأ والمنفذ مهما تكن الأبواب موصدة.