magdy_f @ المدير العام
عدد الرسائل : 8097 العمر : 54 العمل/الترفيه : محاسب admin : 3 نقاط : 19239 تاريخ التسجيل : 19/11/2007
| موضوع: جاسوسان على السطح - القمص تادرس يعقوب ملطي الخميس 25 فبراير 2016, 9:41 pm | |
| جاسوسان على السطحالقمص تادرس يعقوب ملطي
[rtl] دعا الله اليهود قديمًا شعبه المختار، ولكنهم إذ رفضوا السيد المسيح بعد ذلك لم يعودوا شعبه المختار.[/rtl] [rtl] عمل خطير![/rtl] [rtl] قديمًا قاد الله شعبه في البرية لمدة 40 عامًا. وأخيرًا عسكروا في أرض موآب، شرق نهر الأردن.[/rtl] [rtl] عرف موسى النبي أن وقت نياحته (موته) قد اقترب جدًا، وأنه لا يدخل أرض الموعد، وبأمر إلهي وضع يده على رأس تلميذه يشوع الذي كان مملوءً حكمة.[/rtl] [rtl] قال الله ليشوع، القائد الجديد:[/rtl] [rtl] "تشدَّدُ وتشجَّعْ.[/rtl] [rtl] كما كنت مع موسى أكون معك.[/rtl] [rtl] فإنك ستدخل بالشعب إلى الأرض التي وعدتهم بها.[/rtl] [rtl] آمن يشوع بالرب، وأخبر الشعب كله بما سمعه:[/rtl] [rtl] "تحدث الله معي،[/rtl] [rtl] إنه وقت لعبور نهر الأردن، ونستلم الأرض التي وهبنا الله إياها.[/rtl] [rtl] بينما كان الشعب يتحرك من هنا وهناك بسرعة، كل واحدٍ منهم منشغلاً بحزم أمتعته استعدادً للرحيل، التقى يشوع بجاسوسين سرًا، وقال لهم:[/rtl] [rtl] "لدي عمل لكما هام وخطير للغاية.[/rtl] [rtl] أود أن تعبرا النهر وتدخلا مدينة أريحا سرًا، لكي تقدما تقريرًا عن هذه المدينة المحصنة بأسوار ضخمة عالية، وعن الأرض التي حولها.[/rtl] [rtl] فإنه يقطن في المدينة أناس أقوياء، سيقفون أمامنا ويحاربون".[/rtl] [rtl] اضطرب الشخصان جدًا. وقال أحدهما للآخر:[/rtl] [rtl] "جاسوسين![/rtl] [rtl] نصير جاسوسين لأجل الله![/rtl] [rtl] إنه أمر خطير، لكن الله يحمينا".[/rtl] في أريحاعند الظهيرة عبر الجاسوسان نهر الأردن، وقفا في بداية الليل أمام أسوار أريحا الضخمة، فإنه لم يكن سهلاً عليهما أن يدخلا المدينة.[rtl] كان كثيرون يدخلون ويخرجون من أبواب المدينة. اختفى الجاسوسان بينهم حتى لا يلاحظ أحد أنهما غريبان.[/rtl] [rtl] قال أحدهما للآخر:[/rtl] [rtl] "يَلْزمنا أن نجد مكانًا نبيت فيه الليلة، فقد صار الوقت متأخرًا.[/rtl] [rtl] إني أخشى أن يرانا أحد، ويخبر الملك، فنموت. [/rtl] [rtl] انظر! ها هو منزل مبني على السور، وله نافذة خلفية، يمكننا أن نهرب منها ولا يرانا أحد. هلم نرى إن كنا نجد فيه موضعًا لنا".[/rtl] [rtl] رحّبت راحاب صاحبة المنزل بهما عندما دخلا إليها، وقالت لهما:[/rtl] [rtl] "هل أنتما الجاسوسان اللذان يبحث عنكما الملك؟"[/rtl] [rtl] خاف الجسوسان جدًا، وفكرا قائليْن:[/rtl] [rtl] "هل أتينا إلى الفخ بأرجلنا؟"[/rtl] [rtl] أدركت راحاب ما يفكر فيه الجاسوسان، إذ ظهرت علامات الارتباك عليهما، وبابتسامة عذبة قالت لهما:[/rtl] [rtl] لا تخافا![/rtl] [rtl] فإني سأخفيكما![/rtl] [rtl] إني سعيدة بحضوركما في بيتي،[/rtl] [rtl] فإن الملك والمشيرين والجند وكل الشعب في خوف.[/rtl] [rtl] لقد سمعنا عن شعبكما،[/rtl] [rtl] وعن إلهكما الذي يعمل عجائب كثيرة لأجلكم.[/rtl] [rtl] سمع كل واحد كيف أعانكم الله للغلبة على أعدائكم.[/rtl] [rtl] لقد وهبكم النصرة.[/rtl] [rtl] إنه إله السماء.[/rtl] [rtl] هذا ما يدفعني أن أساعدكما!"[/rtl] [rtl] صمتت راحاب قليلاً، ثم استرسلت في الحديث:[/rtl] [rtl] "إني أعترف لكما إنني كل يوم أقف على سطح بيتي وأتطلَّع من بعيد لأرى شعبكما من بعيد وراء نهر الأردن، في موآب.[/rtl] [rtl] كنت ومازلت أقول في نفسي: "يا لهذا الشعب السعيد بإله السماء والأرض.[/rtl] [rtl] هل يمكنني أن أؤمن به وألمس محبته؟![/rtl] [rtl] أنا أعترف بكثرة خطاياي... وأثق أن الله يغفرها لي.[/rtl] [rtl] لقد مَللْتُ الخطية، فهي مغرية، لكنها مُفْسِدة، لا تُشْبع قلبي![/rtl] [rtl] أود أن أترك عبادة البعل، وأعبد الله الحيّ!"[/rtl] [rtl] بينما كانت راحاب تتحدث مع الجاسوسين وهما يُنْصِتان إليها ويمجدان الله، إذ بصوت ضجيج في الشارع يقترب نحو البيت. كان الجند يجرون نحوه.[/rtl] [rtl] قالت راحاب لهما: "أسْرِعا! اِصْعدا إلى السطح، واختفيا بين عيدان الكتان حتى يعبر الجند".[/rtl] [rtl] أسْرَعا نحو السطح، وغطتهما راحاب بالعيدان. رقد الاثنان وكانا يُنْصِتان ويترقَّبان ماذا يحدث.[/rtl] مع الجندصرخ الجند وهم يضربون على الباب بعنف:[rtl] "راحاب![/rtl] [rtl] افتحي باسم الملك!"[/rtl] [rtl] قالت راحاب:[/rtl] [rtl] "ماذا تريدون؟"[/rtl] [rtl] أجاب الجند:[/rtl] [rtl] "لقد أرسلنا الملك لكي نخبرك أن تُسلَّمي لنا الرجلين اللذين جاءا هنا، وأنتِ تأويهما. فإننا نظن أنهما جاسوسان لحساب الجيش العبراني. لقد جاءا لكي يستكشفا المدينة كلها".[/rtl] [rtl] في هدوء قالت راحاب:[/rtl] [rtl] "نعم.[/rtl] [rtl] لقد جاء الرجلان قبل الظلام.[/rtl] [rtl] إنني أود مساعدة الملك.[/rtl] [rtl] بالحقيقة كنتُ أود ذلك، لكن للأسف لقد تركاني، ولا أستطيع أن أخبركما أين ذهبا.[/rtl] [rtl] لقد خرجا ليس من وقت طويل.[/rtl] [rtl] لقد أرادا أن يعبرا الأبواب قبل حلول الليل.[/rtl] [rtl] انظروا فإنه يوجد وقت للخروج وراءهما إِنْ أسْرعتم الحركة".[/rtl] [rtl] تنفَّس الجسوسان الصعداء، قائلَيْن في نفسيهما:[/rtl] [rtl] "هل يُصدّقانها الجند؟ هل يبحثوا عنهما؟ هل يأتوا إلى السطح؟"[/rtl] [rtl] لقد سمعا أن الجند يخرجون من المنزل مندفعين وقد أغلقوا باب المدينة وراءهم. وإذ اطمأنَّتْ راحاب جاءت وأخرجتهما من مخبأهما.[/rtl] [rtl] سألها أحدهما: "لماذا فعلْتِ هكذا؟"[/rtl] [rtl] أجابت راحاب:[/rtl] [rtl] "أنا أعلم أن الله قد أعطاكما هذه الأرض.[/rtl] [rtl] الآن قَدِّما لي وعدًا أن تنقذاني أنا وأهل بيتي عندما تستوليان على أريحا".[/rtl] [rtl] قال الجاسوسان:[/rtl] [rtl] "لقد ساعَدْتِنا، فسنساعدك.[/rtl] [rtl] ضَعي حبلاً قرمزيًا (أحمر) على النافذة، وتأكدي أنكِ أنتِ وكل أهل بيتك داخل هذا المنزل عندما نهاجم أريحا، فلا يصيبكم ضررًا".[/rtl] [rtl] وضعت راحاب على النافذة التي على السور حبلاً قرمزيًا (أحمر) وكان قويًا، به نزل من السور وهربا.[/rtl] [rtl] لقد استخدم الله راحاب لكي ينقذهما، وبعون الله أنقذاها عندما عادا إلى أريحا واستولى الشعب عليها.[/rtl] [rtl] بالإيمان خلص الجاسوسان،[/rtl] [rtl] وبالإيمان خلصت راحاب، وجاء فيما بعد ربنا يسوع من نسلها.[/rtl] حوار مع يشوع[rtl] عاد الجاسوسان إلى يشوع، وبفرح صرخا، قائلَيْن:[/rtl] [rtl] "الشعب كله يخافنا![/rtl] [rtl] إننا حتمًا سننتصر!"[/rtl] [rtl] فرح يشوع بما سمعه من تقرير الجاسوسين، وابتهج جدًا إذ عرف أنه توجد إنسانة واحدة مؤمنة في المدينة.[/rtl] [rtl] غير أن بعضًا من الشعب قالوا:[/rtl] [rtl] "أين هو الجسر لكي نعبر به نهر الأردن؟"[/rtl] [rtl] قال الطفل الصغير:[/rtl] [rtl] "ربما يُجفِّف الله الماء كما أخبرتمونا إنه فعل هكذا قديمًا بالبحر الأحمر".[/rtl] [rtl] قال يشوع:[/rtl] [rtl] "حتمًا يتحرك الله معنا،[/rtl] [rtl] وهو يجرُّ الماء إلى خلف.[/rtl] [rtl] لا تخافوا فإن الله هو واهب النصرة!"[/rtl] | |
|