magdy_f @ المدير العام
عدد الرسائل : 8097 العمر : 54 العمل/الترفيه : محاسب admin : 3 نقاط : 19239 تاريخ التسجيل : 19/11/2007
| موضوع: قصة حياة الانبا كاراس السبت 17 يوليو 2010, 2:55 pm | |
| قصة حياة الانبا كاراس قبل توحده [center] ولد قديسنا العظيم الأنبا كارس السائح في النصف الاول من القرن الخامس الميلادي بمدينة روما وعاش حتي اوئل القرن السادس الميلادي ومن المعتقد انه عاش حولي 95 سنة منهم 57 سنة متجولا في البرية ويعتبر قديسنا الانبا كاراس السائح من مشاهير السواح في القرن السادس الميلادي
" لن يجوعوا بعد ويعطشوا بعد ؛ ولا تقع عليهم الشمس وشي من البحر ؛ لان الخوف الذي في وسط العرش يرعاهم "
( رو 7:16 )
كان الانبا كارس السائح شقيقا للملك المحب لله الملك ثيؤدسيوس وكان كلاهما بارين و يصنعان صدقات كتيرة ,عاشوا في العالم دون ان عيش العالم في قلوبهم , كان حبهما لرب المجد القدوس اقوي من حبهم للعالم بكل ما فيه وهذا ان دل يدل علي انهما نشأن في عائله مباركة تقية خائفة الله وربياهما علي الفضيلة والصلوات والاعمال الصالحة و علي المبادئ المسيحية المثلي .
كان الملك ثيؤدسيوس متزوجا وله اولادا يعيش في مخافة الله حياة مقدسة رغم مكانته العالمية ومركزه الكبير كملك
وكان قديسنا الانبا كاراس في ذلك الوقت يفكر في قول رب المجد القدوس
" ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع كل املاكك واعط الفقراء فيكون للك كنز في السماء وتعالي اتبعني " ( مت 19:21 )
ويقول في نفسه ان كلمات الرب القدوس صادقة وانه من غير الممكن ان اصل الي هذا الكمال وانا مازلت احيا بين الناس في العالم ........
ان كان سؤالك حسب مشيئة الله ومرضاته فلا تكف عن السؤال حتي تناله ( ق.باسيليوس الكبير )
مرض زوجة الملك ثيؤدوسيوس
مرضت زوجة الملك ثيؤدوسيوس طال رقادها ولم تجد راحة واشتد المرض عليها .. فطلبت
من زوجها الملك ان يسمح لها بالسفر لارض مصر لعلها تجد في احد قديسها من يصلي لاجلها فتشفي ولكي تستمتع بشمس مصر وطيب هوائها الجميل..
فأجاب المللك طلبها .
ثم ذهب لاخيه قديسنا الانبا كارس يطلب منه السفر مع الملكة الي مصر لمعرفته باللغة اليونانية فوافق قديسنا طلب اخية الملك
مباركا تكون في دخوللك ؛ ومبارك
تكون في خروجك ( تث28:6 )
وتم تجهيز المراكب بكل مايلزم السفر وارسل الملك معهما مئة جندي لخدمتهما وحراستهم غير الخدم الخاص لخدمة ورعاية الملكة لمرضها واقلعوا حتي وصلوا بالمراكب الي الاسكندرية ولكن الملكة لم تجد راحة هناك فاقلعوا حتي وصلوا الي ساحل الميمون وكان هناك والي البهنسا مقيما في ذللك اليوم بالميمون فمضي احد الجند اليه وعرفه بان الملكة زوجة الملك ثيؤدسيوس واخية كاراس علي الساحل .
فلما سمع الحاكم نهض مسرعا ومعه اعوانه لكي يقدموا فروض الطاعة والولاء فاسرع قديسنا الانبا كاراس واعلم الملكة بذلك وعندما تلاقي مع الوالي اخبرته عن سبب مجيئها وشكت له حالة ضعفها الشديد وانها قد حضرت لطلب الشفاء من هذه الاوجاع الصعبة .
وكان قديسنا الانبا كاراس يترجم للوالي كل ما تقوله الملكة مما جعله يتألم كثير بسببها .
حينما ازدادت احزاني واتعابي فليشرق نور وجهك علي ليبدد اتعابي ( الشيخ الروحاني )
وكان مع الوالي جندي اسمة بطرس هذا سجد للمكلة وقال لها
اعلمك ياسيدتي .....
انني قد حضرت من انصنا في السنة الماضية فوجدت بشمالها في جبل العمود مجمع رهبان به شيوخا سواحا مع بعضهم يتحدثون بعظائم الله .
جائهم انسان مربوط اليدين والرجلين ،
وهو يصرعه الشيطان ويصرخ قائلا:
احرقتني ياأباهور البهجوري ......
انا اهرب من جبل العمود لاجلك
فسألت الأخوة عن القديس أباهور حتي آخد منه بركة .
فقالوا لى : انة داخل قلايته
فيما انا اتكلم معهم .. اذا الشيطان يصرع الرجل الذي يسكن فيه ويتركه يائسا
كالميت وبعدها قام معافي.
فسأله ألاخوة عرفنا بالذي رايته؟!!!!
فقال لهم :اني رايت انسانا نورانيا ورجلا شيخا معه وهو يقول له :
يأبهور ياحبيبي ...... هوذا قد أبرأته من اجلك....
وكان قديسنا الانبا كاراس يشرح للملكة زوجة اخية جميع ماتكلم به الجندي بطرس
فقالت الملكة لقديسنا : اسأله ان يعرفنا الطريق ؟
†فقال قديسنا لبطرس : الملكة تسالك ان تعرفها الطريق ؟
†فأجاب بطرس : نعم وطاعة لسيدتي
المجد لك يارب كيف انت قريب لكل من يدعونك بكل قلوبهم ( الشيخ الروحاني )
قديسنا الانبا كاراس في انصنا :
أخد الوالي مركبين وملآهم هديا للملكة وركب هو وأجناده وبطرس الجندي بصحبتهم واقلع الجميع تجاه انصنا حتي وصلوا الي جبل العمود حيث يعيش القديس اباهور وأولاده الرهبان المباركين.
فقال بطرس للوالي
ماذا نصنع ياسيدي الان
فان أقمت في هذا الموضع يومين لن تقدر ان تبصره لانه انسان يهرب من المجد الباطل .
فقال الوالي للملكة :
اتريدي ياسيدتي أن امضي وأمسكه وأحضره رغما عنه ........؟
فلما علمت الملكة من قديسنا الانبا كاراس مايدور من حديث قالت له :
اخبر الوالي أن يبطل هذا الكلام الجهل الذي قاله لنا ،
أيستطيع أن يمسك رجل الله من غير ارادته أما تعلم انك متي فعلت هذا لاينالني شفاء !! بل يزيد مرضي نحن ننام الليلة هنا والغد لتكن مشيئة الرب القدوس ... فسمعوا منها .
وفي الصباح الباكر ..... اخبر قديسنا ألانبا كاراس الوالي ألا يدع احد من الجند يخرج من السفن .... وأدخلوا الملكة الي داخل المحفة ، وحملها اربعة من رجل الخدام واربعة من الحرس يمشون أمامها واربعة اخرين امام قديسنا الانبا كاراس وهو يمشي عن يمين المحفة وبطرس الجندي يتقدم الركب حتي وصلوا بالقرب من مغارة القديس أباهور ، فانزلوا المحفة ... فأسرع الانبا كاراس وأخبر الرهبان بان زوجة الملك ثؤدسيوس مريضه وترجوا وتسأل ان يصلي القديس أباهور عليها لتجد الشفاء ببركة صلاته .
فمضي أخ من الرهبان وهو القديس ببنوده تلميذ القديس أباهور ،والذي كان يعاونه في أشغاله وأشغال ألاخوه لافتقاد أحوالهم ، وكان ملازما له ليخبر القديس أباهور ، فوجده واقفا يصلي وهو يتلو في المزمور:
الرب يعطي رحمة ومجدا.
لايمنع خيرا عن السالكين بالكمال يارب الجنود
طوبي للانسان المتكل عليك.
( مز84:11,12 )
بعد ان انتهي القديس أباهور صلاة المزمور الذي كان يتلوه...........
طرق الراهب ببنوده تلميذه الباب قائلا:
اغابي يا أبي القديس.
ففتح القديس أباهور الباب متسائلا عن سبب حضوره .
فاخبره الراهب ببنوده بان زوجه الملك محب الله ثيؤسيوس مريضة جدا، وهي تسأل من قدسك أن تصلي لها لتشفي من مرضها ،وان معها الامير كاراس اخو الملك وكثير من الجندي والحراس والوالي واعوانه والجميع بالقرب من هنا.
فقال له القديس أباهور:
انني هربت من العالم وجئت الي هذه البرية خوفا من مكائد العدو وطالبا خلاص نفسي ..
وانا ليس لي ملكة غير الملكه القديسة مريم العذراء والدة الاله .
فأخبره الراهب ببنوده بأنها ضعيفة وهي اتت من بلاد بعيده ، قاصدة صلاتك للشفاء
فقال له القديس أباهور :
امضي وأخبرهم يابني .... من انا الحقير حتي يأتون الي .... وأخذ في البكاء الشديد .
فخرج الرهب ببنوده وذهب الي الامير كاراس واعلمه بكل ما قاله القديس أباهور
وعندما علمت الملكة بما قال القديس أباهور بكت وقالت في حزن شديد :
انا المسكينة وأحقر من كل الناس ولست مستحقه أن انظر رجل الله القديس أباهور لعظم خطيتي ..
واني اتيت الي رجل الله بصفتي ملكة بل مسكينة مريضة وطالبة من اجل ربنا يسوع المسيح له المجد ياأبي أن تذكرني في صلواتك صلي علي لعلي اجد الشفاء من هذا المرض الذي في جوفي ..
حينما ازدادت احزاني واتعابي فليشرق نو وجهك علي ليبدد اتعابي. ( الشيخ الروحاني )
ولم علم القديس أباهور بما قالته الملكة وسمع عن حسن اتضاعها ... قام وذهب اليها .....
فلما رآه الأمير كاراس خر ساجدا تحت أقدامه قائلا متهللا:
أذكرني في صلواتك وبارك علي يابي
فقال له ابانا الطباوي
القديس اباهور:
الرب الاله يباركك يابني
ونزلت الملكة من المحفة سجدت أمامه وبكت .... فاقامها القديس اباهور وقال لها
آمني بالله ... فهو لايخب تعبك وسعيك
ثم أخذ يعظها من الانجيل المقدس عن الايمان وقال لها :
طوبي للرحماء لانهم يرحمون .
بالكيل الذي تيكلون يكال لكم .
ثم قال لها :
اعلمي ياأبنة ان ماأصابك
انما تأديبا من الرب القدوس لآجل قساوة قلبك وعدم الرحمة مع عبيدك ..
ولكن الرب الاله يرحمك يهب لك الشفاء.
فسجدت وقالت له :
اغفر لي يابي .. وحق صلواتك المقدسة اني اتوب من كل قلبي وسارضي الرب القدوس بقية ايام حياتي وساحفظ ما توصيني به.
فقال لها القديس أباهور :انتظري .........
ودخل قلايته وبسط يديه الطاهرتين للصلاة وظل وقتنا طويلا في الصلاة من اجل شفاء الملكة واضعا امامه قليلا من الماء والزيت ...........
ولما فرغ من صلاته اخذ الماء وبه قليل من الزيت وذهب الي الملكة وقال لها :
اشربي هذا القليل من الماء والزيت
وللوقت فعلت هكذا ... وعندما نزل الزيت والماء في جوفها وجدت راحة وبعد قليل خرج من جوفها مثل الصديد وبرئت في الحال من مرضها .
فسجدت تمجيدا للرب القدوس صانع العجائب علي يد قديسه ثم نظرت الي القديس أباهور شاكرة....
صلاه البار مفتاح السماء ، وبقوتها يستطيع كل شي ( ق.اغسطينوس )
ثم نظرت الي الامير كاراس وطلبت منه ان يأتي بالفي دينار ذهب وعرضتها علي القديس أباهور.
فلما نظر القديس أباهور ذلك قال لها :
أما سمعتي ماقاله الرب القدوس في انجيله المقدس
مجانا اخذتم ........... مجانا أعطوا
فقال قديسنا الانيا كاراس له :يابأنا .... اسمح واقبلهم للانفاق علي الدير وعلي الاخوة .
فأجابه القديس أباهور : الدير وألاخوة يابني رب المجد القدوس يدبرهم كما يشاء ويريد ...
وشغل اليد الذي نعمله يكفينا ويزيد ..
ثم قال :انصرفوا بسلام ..... سلام الرب معكم ......
فقبل الجميع يديه الطاهرتين طالبين الصلاة من أجلهم وانصرفوا ....
فنظر الامير كاراس اليه وقال :
اذكرني يابي في صلواتك.
ومضوا الي بلادهم وهم يسبحون رب المجد القدوس
يارب أقبل خلقتنا متجهين اليك ولذلك لن تجد قلوبنا راحة الا اذا استقرت فيـــــــــك ( ق.اغسطينوس )
وذاع شفاء الملكة في كل روما وكان في هذا اليوم فرح عظيم في القصر وروما كلها ....
واقالم الملك ثيؤدسيوس احتفالات شكرا للرب القدوس لشفاء الملكة لجميع الاهل والاقارب والاحباب واقاموا الولائم الفاخرة للفقراء والاغنياء والمساكين والمحتاجين
واستمرا علي هذا سبع ايام متتالية ......
النعمة دائما مستعدة ، انها تتطلب الذين يقبلوها بكل الترحيب
هكذا اذ يري سيدنا نفسا ساهره وملتهبة حبا ،
يسكب عليها عناه بفيض وعزارة فوق طلبتة
( ق.يوحنا الذهبي الفم )
في ذلك الوقت كان الامير كاراس يفكر فيما حدث ويصلي بدموع
ذاهدا في الدنيا وأيقن أن ملازمة ربنا يسوع المسيح له المجد خير له من ملازمه العالم ....
ولما راي الروح القدس صدق قلبه وحبته للرب يسوع المسيح له المجد ووجد فيه جوهرة ثمينة فحرضه علي ترك العالم لكي يعيش في عشق الهنا المسيح له المجد عريسه السماوي . |
قصة حياة الانبا كاراس بعد توحده من عظماء السواح اللذين تعتز بهم الكنيسة الجامعة الرسولية. ترك مجد المملكة وتنعماتها وخرج إلى الجبال وعاش في المغاير حتى وصل إلي درجة السياحة.
لم يذكر شئ عن حياة الأنبا كاراس أو كيف بدأ حياة الوحة والزهد ولاكن ذكر عنة أنة شقيق الملك ثيؤذوسيوس .
وقد تبين لنا أن نياحتة كانت سنة 451م في الثامن من شهر أبيب ثاني يوم نياحة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين كما هو مذكور في السنكسار .
يقول لنا أنبا بموا اعلموا يا اخوتي بما جرى في يوم من الأيام كنت جالساً في الكنيسة . فسمعت صوتاً يقول لي ثلاث مرات يا بموا يا بموا يا بموا . وهنا لفت انتباهي أن هذا الصوت من السماء وغير مألوف لدى إذ يناديني أحد باسمي كثيراً . فرفعت عيني إلى السماء وقلت تكلم يا رب فإن عبدك سامع . فقال لي الصوت : قم يا بموا وأسرع عاجلاً إلي البرية الجوانية حيث تلتق بالأنبا كاراس فتأخذ بركته . لأنة مكرم عندي جداً أكثر من كل أحد لأنة كثيراً ما تعب من أجلي وسلامي يكون معك فخرجت من الكنيسة وسرت في البرية وحدي في فرح عظيم وأنا لست أعلم الطريق في يقين ثابت أن الرب الذي أمرني سوف يرشدني .
ومضي ثلاثة أيام وأنا أسير في الطريق وحدي . وفي اليوم الرابع وصلت لإحدى المغارات . وكان الباب مغلقاً بحجر كبير . فتقدمت إلي الباب وطرقته كعادة الرهبان وقلت أغابي ( محبة ) بارك علي يا أبى القديس وللوقت سمعت صوتاً يقول لي جيد أن تكون هنا يا بموا كاهن كنيسة جبل شيهيت الذي استحق أن يكفن القديسة الطوباوية إيلارية إبنة الملك العظيم زينون . ثم فتح لي الباب ودخلت وقبلني وقبلته ثم جلسنا نتحدث بعظائم الله ومجدة . فقات له يا أبى القديس هل يوجد في هذا الجبل قديس أخر يشبهك . فتطلع إلي وجهي وأخذ يتنهد ثم قال لي يا أبي الحبيب يوجد البرية الجوانيه قديس عظيم العالم لا يستحق وطأة واحدة من قدميه وهو الأنبا كاراس . وهنا وقفت ثم قلت له: إذن يا أبي من أنت ؟ فقال لي: أنا اسمي سمعان القلاع وأنا لي اليوم ستون سنة لم أنظر في وجه إنسان و أتقوت في كل يوم سبت بخبزه واحدة أجدها موضوعة علي هذا الحجر الذي تراه خارج المغارة . وبعد أن تباركت منة سرت في البرية ثانيةً ثلاث أيام بين الصلاة والتسبيح حتى وصلت إلي مغارة أخري كان بابها مغلقاً فقرعت الباب وقلت : بارك علي يا أبي القديس. فأجابني: حسناً قدومك إلينا يا قديس الله أنبا بموا الذي استحق أن يكفن جسد القديسة إيلارية إبنة الملك زينون . أدخل بسلام فدخلت ثم جلسنا نتحدث وقلت له أني علمت أن في هذه البرية قديس أخر يشبهك . فإذا به يقف ويتنهد قائلاً لي: الويل لي أعرفك يا أبي أن داخل هذه البرية قديس عظيم صلواته تبطل الغضب الذي يأتي من السماء .هذا هو حقاً شريك للملائكة. فقلت له: وما هو اسمك يا أبي القديس ؟ فقال لي: اسمي أبامود القلاع ولي في البرية تسعة و تسعون سنة وأعيش علي هذا النخيل الذي يطرح لي التمر وأشكر المسيح. وبعد أن باركني خرجت من عندة
بفرح وسلام وسرت قليلاً وإذا بي أجد أني لا أستطيع أن أنظر الطريق ولا أستطيع أن أسير وبعد مضي بعض الوقت فتحت عيني فوجدت نفسي أسير أمام مغارة في صخرة في جبل فتقدمت ناحية الباب وقرعته وقلت أغابي وللوقت تكلم معي صوت من الداخل قائلاً: حسناً أنك أتيت اليوم يا أنبا بموا قديس الله الذي أستحق أن يكفن جسد القديسة إيلارية ابنة الملك زينون.فدخلت المغارة وأخذت أنظر إلية لمدة طويلة لأنة كان ذا هيبة ووقار. فكان إنسان منير جداً ونعمة الله في وجهة وعيناه مضيئتان جداً وهو متوسط القامة وذو لحية طويلة لم يتبقى فيها إلا شعيرات سوداء قليلة ويرتدي جلباباً بسيطاً وهو نحيف الجسم وذو صوت خفيف وفي يدة عكاز. ثم قال لي: لقد أتيت اليوم إلي وأحضرت معك الموت لأن لي زمان طويل في انتظارك أيها الحبيب ثم قلت له ما هو اسمك يا أبي القديس ؟ فقال لي اسمي كاراس. قلت له وكم من السنين لك في هذه البرية ؟ فقال منذ منذ سبع وخمسين سنة لم أنظر وجه إنسان وكنت أنتظرك بكل فرح واشتياق. ثم مكثت عنده يوماً وفي نهاية اليوم مرض قديسنا الأنبا كاراس بحمي شديدة وكان يتنهد ويبكى ويقول الذي كنت أخاف منه عمري كله جئني فيارب إلي أين أهرب من وجهك كيف أختفي حقاً ما أرهب الساعة كرحمتك يا رب وليس كخطاياي . ولما أشرقت شمس اليوم الثاني كان الأنبا كاراس راقداً لا يستطيع الحراك وإذ بنور عظيم يفوق نورالشمس يضئ علي باب المغارة ثم دخل إنسان منير جداً يلبس ملابس بيضاء ناصعة كالشمس . وفي يده اليمني صليب مضئ وكنت في ذلك الحين جالساً عند قدمي القديس كاراس وقد تملكني الخوف والدهشة وأما هذاً الإنسان النوراني فقد تقدم نحو الأنبا كاراس ووضع الصليب علي وجهه ثم تكلم معه كلاماً كثيراً وأعطاة السلام وخرج. فتقدمت إلي أبينا القديس الأنبا كاراس لأستفسر عن هذاً الإنسان الذي له كل هذاً المجد فقال لي بكل ابتهاج هذاً هو السيد المسيح وهذه هي عادته معي كل يوم يأتي إلي ليباركني ويتحدث معي ثم ينصرف فقلت له يا أبي القديس إني أشتهي أن يباركني رب المجد
فقال لي أنك قبل أن تخرج من هذاً المكان سوف تري الرب يسوع في مجدة ويباركك ويتكلم معك أيضاً ولما بلغنا اليوم السابع من شهر أبيب وجدت الأنبا كاراس قد رفع عينية إلي السماء وهي تنغمربالدموع ويتنهد بشدة. ثم قال لي أن عموداً عظيماً قد سقط في صعيد مصر وخسرت الأرض قديساًلا يستحق العالم كله أن يكون موطئاً لقدميه. إنه القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وقد رأيت روحه صاعدة إلي علو السماء وسط ترتيل الملائكة وأسمع بكائاً وعويلاً علي أرض صعيد مصر كلها
وقد اجتمع الرهبان حول جسد القديس المقدس يتباركون منة وهو يشع نوراً .
ولما سمعت هذاً احتفظت بتاريخ نياحة الأنبا شنودة وهو السابع من أبيب.
وفي اليوم التالي أي الثامن من أبيب اشتد المرض علي أبينا القديس الأنبا كاراس وفي منتصف هذاًاليوم ظهر نور شديد يملأ المغارة ودخل إلينا مخلص العالم وأمامة رؤساء الملائكة ذو الستة أجنحة و أصوات التسابيح هنا وهناك مع رائحة بخور. وكنت جالساً عند قدمي الأنبا كاراس فتقدم السيد المسيح له المجد وجلس عند رأس القديس الأنبا كاراس الذي أمسك بيد مخلصنا اليمني وقال له من أجلي يا ربي وإلهي بارك علية لأنة قد أتي من كوره بعيدة لأجل هذاً اليوم فنظر رب المجد إلي وقال سلامي يكون معك يا بموا الذي رأيته وسمعته تقوله وتكتبه لأجل الانتفاع به.
أما أنت يا حبيبي كاراس :-
فكل إنسان يعرف سيرتك ويذكر أسمك علي الأرض فيكون معه سلامي وأحسبه مع مجمع الشهداء والقديسين. وكل إنسان يقدم خمراً أو قرباناً أو بخوراً أو زيتاً أو شمعاً تذكاراً لأسمك أنا أعوضه أضعافاً في ملكوت السموات.
ومن يشبع جائعاً أو يسقي عطشاناً أو يكسى عرياناً أو يأوي غريباً باسمك أنا أعوضه أضعافاً في ملكوتي.
من يكتب سيرتك المقدسة أكتب أسمه في سفر الحياة
ومن يعمل رحمة لتذكارك أعطية ما لم تراه عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر علي قلب بشر.
والآن يا حبيبي كاراس أريدك أن تسألني طلبة أصنعها لك قبل انتقالك.
فقال له الأنبا كاراس لقد كنت أتلو المزامير ليلاً ونهاراً وتمنيت أن أنظر داود النبي وأنا في الجسد. وفي لمح البصر جاء داود وهو يمسك بيده قيثارته وينشد مزموره ( هذاً هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج به ). فقال الأنبا كاراس إنني أريد أن أسمع العشرة دفعه واحدة والألحان والنغمات معا فحرك داود قيثارته وقال كريم أمام الرب موت أحبائه وبينما داود يترنم بالمزامير وقيثارته وصوته الجميل وبينما القديس في ابتهاج عظيم إذ بنفس القديس تخرج من جسده المقدس إلي حضن مخلصنا الصالح الذي أخذها وأعطاها لميخائيل رئيس الملائكة ثم ذهبت أنا بموا وقبلت جسد القديس كاراس وكفنته فأشار لي الرب بالخروج من المغارة فخرجت ثم خرج هو مع الملائكة بتراتيل وتسابيح أمام نفس القديس وتركنا الجسد في المغارة ووضع بر المجد يده عليها فسارت وكأن ليس لها باب قط وصعد الكل إلي السماء بفرح. وبقيت أنا وحدي واقفاً في هذاً الموضع حتى غاب عني هذاً المنظر الجميل وعندما فتحت عيني
وجدت نفسي أمام مغارة الأنبا أبامود القلاع فمكثت عنده ثلاثة أيام ثم تركته وذهبت إلي الأنبا سمعان القلاع ومكثت عنده ثلاثة أيام أخرى ثم تركته ورجعت إلي جبل شيهيت حيث كنيستي. وهناك قابلت الإخوه كلهم وقلت لهم سيره القديس الطوباوي الأنبا كاراس السائح العظيم وكلام قديسنا عن نياح الأنبا شنوده رئيس المتوحدين. وبعد خمسه أيام جائت رسالة من صعيد مصر تقول أن القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين قد تنيح بسلام في نفس اليوم الذي رأة الأنبا كاراس.
بركه الأنبا كاراس السائح وجميع القديسين الذين ذكرت أسمائهم
تكون معنا جميعاً. أمين |
[/center] | |
|