ســـفر
راعـــــوث
المقـــــدمة
1) يأتي سفر راعوث بين سفري القضاة وصموئيل اللذين كثرت فيهما الحروب والدمار والعصيان والتأديب.
2) وسفر راعوث يأتي بطريقة عجيبة بينهما فلانجد فيه حروب ولاعداوات .. بل محبة وأشخاص يحيون في بساطة وحب لله وطاعة له. هو سفر يثبت أن هناك 7000 ركبة لم تنحني لبعل وإن الله لايبقي نفسه بلا شاهد.
3) والإنتقال من سفر القضاة الى سفر راعوث هو إنتقال من عالم الحرب الى بيت الرب .. هو إنتقال من العالم المملوء إضطراباً الى الكنيسة المملوءة محبة وسلام. فالله قادر وسط هذا العالم المملوء إضطراباً أن يحفظ أولاده في سلام يفوق كل عقل. وفي الكنيسة نتقابل مع المسيح عريس نفوسنا كما تقابلت راعوث مع بوعز عريسها.
4) تقليد اليهود يذكر أن كاتب السفر هو صموئيل النبي وهذا صحيح فمن سجل قصة داود أي صموئيل النبي يكتب قصة راعوث ليكمل نسب داود.
5) وقعت أحداث قصة راعوث في عصر القضاة .. وهناك رأيين في زمان الأحداث:-
أ) الرأي الأول:
يقول أن الأحداث حدثت في زمان جدعون وأن المجاعة المذكورة هي التي حدثت نتيجة ظلم الميديانين ، ولو صح هذا يكون سلمون زوج راحاب قد ولد بوعز في زمان بعيد عن أيام عوبيد والد يسى أبو داود.. إلا لو كان هناك أسماء ساقطة لم تذكر. ولكن (مت: 5:1) يذكر صراحة أن سلمون ولد بوعز من راحاب ، فيكون سلمون المذكور هنا في (را: 21:4) هو زوج راحاب .
ب) الرأي الثاني:
يرى يوسيفوس أن راعوث عاشت أيام عالي الكاهن.. وفي جدول الأوقات التالي محاولة لحل المشكلة .. إفترضنا فيها أن سلمون ولد بوعز وعمره 60 سنة، وبوعز ولد عوبيد وعمره 60 سنة وعوبيد ولد يسى وعمره 60 سنة ، ويسى ولد داود وعمره 60 سنة وبهذا يصبح إفتراض يوسيفوس بعيداً ويكون الإقتراح الأول أقرب للصحة.
وبهذا الإقتراح تصبح فترة القضاة حوالي 200 سنة وهذا يتعارض مع قول يفتاح بأن لهم سنة في الأرض.. ويفتاح غالباً كان معاصراً لعالي الكاهن.. وحل المشكلة أن الكتاب أسقط إسم أو إسمين مابين عوبيد ويسى ، وهذا يحدث كثيراً في الكتاب المقدس.
6) موأب بأوثانه وعبادته الوثنية يشير للشيطان، خصوصاً للعداوة الشديدة من موآب لشعب الله. ومن وسط موآب تخرج راعوث لترجع الى الله أبيها. فراعوث الأممية أغتصبت نصيباً في شعب الله فحسبت رمزاً لكنيسة الأمم.
7) سفر راعوث هو السفر الوحيد (الذي سمي بإسم إمرأة أممية)
في الكتاب المقدس نظراً للمرتبة الفائقة التي بلغت إليها راعوث ، التي صارت أماً للمسيح .. الأمر الذي كانت المؤمنات جميعاً يشتهين إياه. كما حسبت رمزاً لكنيسة الأمم عروس المسيح القادمة من موآب الى بيت لحم. لقد جرى دمها وهي أممية في عروق مخلص العالم
في عصر القضاة ، رأينا إنحراف اليهود الشديد للوثنية، وهذا السفر يعلن أن ألله له بقية باقية بين الأمم تتمسك بالإيمان به بلا مطمع أرض أو شهوة جسدية.
9) سفر راعوث هو سفر الحصاد، وفيه أُعلن دخول الأمم للإيمان في شخص راعوث التي كانت تطلب السنابل الساقطة فحملت في نسلها المسيح حبة الحنطة (يو 24:12) التي تقع في الأرض لتأتي بثمر وحصاد كثير (قيلت هذه الآية عن دخول اليونانيين للإيمان).
10) أهمية السفر أنه إحتفظ لنا بنسب السيد المسيح ، ونجد في نسبه البشرية كلها يهوداً وأمماً. ونلاحظ في نسب المسيح 3 نساء وهن ثامار الكنعانية، وراحاب الكنعانية وراعوث الموآبية .. فالمسيح أخذ لنفسه طبيعة كل البشر وليس طبيعة اليهود فقط.
11) سفر راعوث سجل لنا آداب المخاطبة الروحية الرائعة والحوار المهذب الرائع بين راعوث وحماتها وبين نعمى وكنتها ، وبين راعوث وبوعز .. وبين بوعز وحصاديه.
12) نجد في السفر بعض تقاليد اليهود وعاداتهم.
13) يشرح لنا السفر بركات الله المعطاة لراعوث التي إهتمت بحياتها.
14) نعمي:
السيدة اليهودية التي تتمتع بالناموس والأنبياء وحصلت على الخلاص ، بل هي في أرض الميعاد في وقت الضيق، تركت أرض الميعاد لتذهب للحياة السهلة في موآب.. وإذا بها تخسر كل شئ في أرض موآب.. زوجها وأولادها.. هذه صورة للمسيحي الذي حصل على الخلاص، وفي وقت الضيق أو وقت الرخاء يترك المسيح (الخارج من سبط يهوذا) ليحيا في العالم السهل فتخسر هذه النفس كل شئ.. هي تمثل النفس التي تذوقت نعمة الله ثم حادت وجحدته
لتشبع من العالم عب 6: 4-8، بينما راعوث التي نشأت في أرض موآب حيث الخطية والوثنية إذ تسمع عن الإله الحي تخرج بالإيمان الى بيت لحم لتتزوج بوعز ويأتي من نسلها المسيح.. وحتى الآن فكثيرين من شعب الله يتركونه وينكرون الإيمان فيخسرون كل شئ وكثيرون ممن هم من خارج يسمعون عن المسيح فيؤمنون . فالمسيح جاء لسقوط وقيام كثيرين لو2: 34 تسقط نعمى المستهترة بنعمة الله وتقوم راعوث الموآبية بإيمانها الحي به،
لأن الذين أستنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء.. وسقطوا لايمكن تجديدهم أيضاً للتوبة.